السؤال المعاد صياغته:

أهلاً دكتوري، أتمنى أن تكون بخير. عندي استفسار يتعلق بمشكلة صحية أشعر بها بعد تناولي للعصير، حيث أحسست بأعراض غير مريحة. هل من الممكن أن تكون لدي حساسية معينة تجاه مكونات الطعام؟ أود معرفة الأسباب المحتملة لهذه الحساسية وكيف يمكنني التعامل معها بشكل صحيح.

الإجابة المتعمقة:

الأهلاً بك، ومن الرائع أنك تشاركنا تجاربك الصحية. يبدو أنك تعاني من رد فعل تحسسي قد يكون ناتجًا عن تناول بعض الأغذية، مثل العصير الذي ذكرته.

الأسباب

حساسية الطعام تنتج عن تفاعل جهاز المناعة بشكل غير طبيعي مع مكونات معينة في الأغذية، والتي غالبًا ما تكون بروتينات. هذه البروتينات قد تكون مقاومة لعمليات الطهي أو الهضم، حيث تنتقل إلى مجرى الدم وتثير ردود أفعال تحسسية. هناك عوامل متعددة تلعب دورًا في هذه العملية، منها الجينات الوراثية واستجابة الجهاز المناعي.

جهاز المناعة

عند تناولك الطعام للمرة الأولى، يقوم جهاز المناعة بإنتاج بروتينات خاصة تعرف بـ IGE. هذه البروتينات تتفاعل مع خلايا تُعرف بالخلايا البدينة (Mast Cells)، والتي تطلق مادة الهيستامين عند التعرض مرة أخرى لنفس الطعام. الهيستامين هو المسبب لأعراض الحساسية، والتي قد تشمل سيلان الأنف، الحكة، الطفح الجلدي، وحتى ردود فعل أكثر خطورة كصعوبة التنفس.

الوراثة

قد ترغب في معرفة أن هناك مكونًا وراثيًا في هذه الحالة؛ حيث الأشخاص الذين يطورون حساسية الطعام غالبًا ما يكون لديهم تاريخ عائلي يشير إلى وجود أنواع أخرى من الحساسية، مثل الحساسية تجاه الأدوية أو حبوب اللقاح.

الكيفية

هذه العملية تعرف برد فعل مفرط الحساسية (Hypersensitivity reaction). عند تعريض الجسم لمسبب الحساسية للمرة الأولى، يتم تحفيز الجهاز المناعي ليقوم بتخزين ذاكرة لكل من البروتينات، مما يُحدث ردود فعل في المرات اللاحقة.

العلاج

تجنب الأطعمة المسببة للحساسية: يجب عليك التعرف على الأطعمة التي تسبب لك الحساسية وتجنبها تمامًا. الأمر يتطلب منك قراءة مكونات الأطعمة بعناية، خاصة تلك التي تحتوي على بروتينات مثل البيض أو الألبان، إذا كنت تعاني من حساسيات تجاهها.

تحضير للعلاج الطارئ: للذين يعانون من حساسية مفرطة، يُستحسن أن يكونوا مجهزين، مثل حملهم لأدوية الأدرينالين بشكل دائم، إذ يمكن أن تساعد في إدارة أعراض الحساسية عند التعرض للمسببات.

علاج الأعراض: هناك أدوية، مثل مضادات الهيستامين، التي تخفف من الأعراض المرتبطة بالحساسية، بما في ذلك الأعراض التنفسية والجهاز الهضمي.

نتمنى لك الشفاء العاجل، ولا تتردد في مراجعة المتخصصين لمساعدتك على تنظيم نظامك الغذائي والتعامل مع أي أعراض قد تظهر لديك.