مرحبًا بك يا دكتور، أتمنى أن تكون بخير. لدي استفسار حول المشاكل الزوجية، فعندما تحدث خلافات بين الزوجين، كيف يمكن التعامل معها بطريقة فعالة؟ وما هي الأساليب التي يمكن أن تعزز الحوار والتفاهم بين الطرفين بدلاً من تفاقم المشكلات؟ أشعر أن بعض الكلمات أو التصرفات قد تؤذي مشاعري أو مشاعر شريكي، فما هي نصائحك في هذا الشأن؟
—
المشاكل الزوجية هي جزء لا يتجزأ من الحياة الزوجية، وتتطلب فهمًا عميقًا وطريقة تعامل فعّالة بين الزوجين. من المهم أن يدرك الطرفان أن الخلاف لا يعني الفشل، بل يمكن أن يكون وسيلة لتحسين العلاقة إذا تم التعامل معه بشكل صحيح.
أولًا، ينبغي على الزوجين أن يتقبلوا أن الخلافات قد تحدث، وأن يراجعوا مشكلة ما إذا كانت سوء فهم أو خلاف حقيقي. وذلك يتطلب التعبير عن المشاعر والقلق بشكل واضح وصريح، مما يقلل من حجم سوء الفهم المحتمل.
ثانيًا، يجب أن يتجاوز الأزواج التسلط على بعضهم البعض من خلال مقارنة مرتبتهم الاجتماعية أو الثقافية، وأن يكونوا قلقين تجاه مصلحة كل منهما. اتفقوا على قضاء بعض الوقت لتفهم مشاعر الآخر في أوقات الهدوء، فهذا يعزز من الانفتاح في الحوار.
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الزوجين تجنب الكلمات الحادة أو الأفعال الجارحة أثناء النقاش؛ فالمشاعر يمكن أن تتأثر بشكل عميق، مما يستدعي التعاطف والتفاهم من الجانبين. إذا اعترف أحد الطرفين بخطأ ما، يجب أن يتلقّى ذلك بالشكر والتقدير من الطرف الآخر، إذ أن الاعتراف بالخطأ غالبًا ما يكون بداية لفتح آفاق جديدة في التواصل.
وفي حال حدوث خلافات، يُفضل حصر النقاش في المسألة الحالية فقط، وعدم استحضار مشاكل سابقة أو نتائجهما، لأن ذلك قد يؤدي إلى توسيع نطاق الخلاف بدلاً من حله.
الشيء الأهم هو اللجوء إلى الحوار البناء بدلاً من الصراع. عندما يتمكن الزوجان من العمل معًا على التوصل إلى حلول، يمكن لذلك أن يعمق العلاقة ويقوي الروابط بينهما. قد يبدو هذا صعبًا أحيانًا، ولكن بالوقت والجهد، يمكن أن يتحقق هذا التغيير.
أخيرًا، التمسك بمبادئ التسامح والتركيز على المحبة والاحترام المتبادل يعزّز العلاقات الزوجية، ويشجع على الحياة الزوجية السعيدة. نأمل أن يجد الأزواج في هذه النصائح خطوات عملية لتحسين تواصلهم وفهمهم لبعضهم البعض.