السؤال:
دكتور، أنا عندي بنت صغيرة، وعلاقتها مع خالها مش كويسة خالص، دايمًا بتحس إنه عصبي وهي مش بتحبه عشان كده. الحقيقة إنه من زمان كان عصبي وكان بيعمل حاجات مش لطيفة زي إنه يكسر في البيت لما بيعصب. إحنا طول عمرنا بنحاول نفهمه إنه عنده مشكلات، لكن بنتي مش قادرة تتعامل مع الموقف. المشكلة تفاقمت لما حصل خلاف بينهم الفترة القليلة اللي فاتت، وكانت النتيجة إنها تجاهلته وهاجمتنا كلنا، وبتقول تصريحات جارحة. أنا بقيت محتارة جدًا، ومش عارفة أساعد بنتي إزاي وأتعامل مع الموضوع. جوزي مش طايق الوضع ده وبيقولي إن بنتي هي اللي غلطانة. أعمل إيه دلوقتي عشان أعدل الأوضاع؟
الإجابة:
عزيزي السائل،
من الملاحظ أن الوضع العائلي الذي توصفه يتطلب فهمًا عميقًا للتفاعلات النفسية والاجتماعية التي قد تؤثر في سلوكيات أطفالكم. في البداية، تواجد مشاعر الغضب والاستياء بين أفراد العائلة أمر طبيعي في مراحل معينة من نمو الأطفال، خاصة إذا كان هناك تاريخ من التوتر أو العدوانية في التفاعل بين الأفراد.
تحليل الأسباب يمكن أن يكشف كثيرًا وراء هذه السلوكيات. على سبيل المثال، يمكن أن يكون عناد ابنتك نتيجة لتجارب سلبية سابقة مع عمها، ومن الممكن أن تتعلق بتخوفاتها أو مشاعرها السلبية تجاه شدة طباعه. بالنسبة لفعلها بتجاهله وحالة الاكتئاب التي مرت بها، فهذا يعد علامة على تفاعل عاطفي يحتاج إلى دعم.
من الهام في هذه الحالة محاولة التواصل مع ابنتكم بطريقة لطيفة وتقديم دعم عاطفي لها. تأكدي من أنها تعرف أنها محبوبة وأن مشاعرها مقبولة. يمكن أن يكون من المفيد أيضًا أن تعقدي جلسات من الحوار بين أبنائك وأعمامهم، مع توفير بيئة آمنة يمكنهم من خلالها التعبير عن مشاعرهم بطلاقة.
أيضًا، يجب التحدث إلى عمها حول كيفية تأثير تصرفاته على الأطفال وضرورة التعامل معهم بحذر ولطف، وقد يكون لدى والدتك فرصة جيدة لتوسيع الجسر بين الطرفين.
في بعض الأحيان، قد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي يقدم الدعم المهني لأفراد أسرتكم. هذا يمكن أن يساعد في توضيح مشاعرهم وتعليمهم كيفية التعامل مع التعبيرات العاطفية بطرق صحية.
لا تيأسي من الحالة، فالتواصل المفتوح والداعم يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر وإعادة بناء الروابط العائلية. تذكري أن الأمل موجود دائمًا، وأن الرحلة نحو المصالحة تتطلب الوقت والجهد من جميع الأطراف المعنية.