إعادة صياغة السؤال:
دكتور، عندي سؤال محيرني شوية. لما كنت أشارك جدي مشاعري أو همومي، كان دايمًا يرد عليا ويقول لي "استمتع بقضاء الله". بصراحة، كنت مش فاهم معني الجملة دي. يعني إيه أفرح وأنا زعلان أو أستمتع بشيء مقلق؟ لحد ما اطلعت على قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وبدأت ألاقي إجابات. لكن حابب أعرف رأيك كدكتور عن معنى كلمة "استمتع بقضاء الله" في الأوقات الصعبة. وهل المفروض يكون عندنا طريقة معينة للتعامل مع مشاعرنا في كلتا الحالتين، سواء في الأوقات الجيدة أو السيئة؟
الإجابة:
إن مفهوم استمتاع الإنسان بقضاء الله يُعد من التعاليم الحكيمة التي تُبرز أهمية الثقة والرضا في محتوى الحياة المقدم لنا، سواء كان ذلك في أوقات الفرح أو المحن. في البداية، يجب علينا أن نفهم أن قضاء الله وقدره هما جزء لا يتجزأ من طبيعة الوجود الإنساني.
عندما نواجه مواقف صعبة، مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض لمشكلات صحية أو مالية، يُعتبر التضرع إلى الله والدعاء من الوسائل الفعالة لتخفيف الأعباء النفسية والعاطفية. في هذه اللحظات، يمكن للإنسان أن يُسأل نفسه "ماذا يُريد الله مني الآن؟"، فهو سؤال مليء بالحكمة ويشجع على التأمل والنظر إلى الأمور من منظور أعمق.
وإذا نظرنا إلى قصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، نجد فيها نموذجا كبيرا للصبر والتحمل. فقد تعرض للعديد من التحديات منذ شبابه، ورغم ذلك، وُجِدَ تحت رعاية الله. الآية الكريمة "ولتُصنع على عيني" تُشير إلى أن الله سبحانه وتعالى يعتني بنا ويُشكل مصيرنا بحسب حكمته.
لذا، في أوقات الفرح، ينبغي علينا شكر الله والتعبير عن امتناننا لما أنعم به علينا. وفي الأوقات العصيبة، يجب أن نتوجه لله بالدعاء ونسأله الصبر والعون. هذه الممارسات تُعتبر جسورًا تُساعدنا على مواجهة التحديات وتمنحنا القوة الداخلية.
بالتالي، الاستمتاع بقضاء الله يتطلب منا دائمًا الرضا عن مشيئة الله والتأكيد على الإيمان بأن كل ما يحدث هو في مصلحتنا. في البدء، قد يكون الأمر صعبًا، لكنه مع الوقت يُصبح جزءًا من رحلتنا نحو التقدم الروحي والعاطفي.