السؤال:

أهلاً دكتور، عندي موقف أثر فيّ كثير وعاوز أشارك معاك. في سنة 1994، بنتي كان عمرها 14 سنة ومرضت. الأطباء نصحوني أن أنقلها إلى مستشفى في العاصمة الجزائر، لكن من قريتنا كانت المسافة طويلة. لما وصلت، كان المستشفى كبير جداً، أكثر مما توقعت، وكنت تعبان جداً من السفر. حاولت أستريح، وبيني وبين نفسي كنت حزين، حاسس بالوحدة. فجأة، شاب من قسم الطب جاء وسألني إذا كنت أحتاج مساعدة. لما شافني، تغيرت ملامح وجهه وكأن فيه حاجة غريبة. هو نفسه بكى لما شافني. ليه حصل كده؟ إيه اللي ممكن يخلي شخص يبكي لمجرد شوفتي؟

الإجابة:

الحقيقة، تتعدد الأسباب التي قد تجعل الشخص يعبر عن عواطفه بهذه الطريقة في مواقف إنسانية مؤثرة. أولاً، قد تكون الحالة الصحية لابنتك هي السبب الأساسي وراء تلك المشاعر. رؤية شخص في حالة ضعف أو معاناة، خاصة عندما يكون ذلك صديقاً أو قريباً، يمكن أن يثير في النفس مشاعر قوية من التعاطف.

ثانياً، ربما الشاب الذي قدم إليك كان قد مر بتجارب مماثلة، سواء مع أفراد من عائلته أو أصدقائه. هذا النوع من التجارب يمكن أن يترك أثراً عميقاً في النفس، مما يجعل الشخص يشعر بالتواصل العاطفي مع الآخرين في أوقات الألم والمحنة.

أيضاً، هذه المواقف قد تُذكر الشخص بأحد أحبائه الذين عانوا من مرض مماثل، أو ربما تنبهه لمخاوفه الشخصية بشأن الصحة وفقدان الأحباء.

باختصار، تأثّر هذا الشاب قد يعود إلى تعاطفه الإنساني العميق، وقدرته على الشعور بآلام الآخرين واحتمالية أن يتعاطف مع والدتك في تلك اللحظة الصعبة. المشاعر الإنسانية تربط بين الأفراد وتلعب دوراً مهماً في كيفية تواصلهم ودعمهم لبعضهم في أوقات الأزمات.