السؤال:
دكتور، أنا كنت متابع كذا مرة قصة سيدنا يونس، ومرتين ده شدتني الجملة اللي بتقول "فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ". حابب أسأل، إزاي الحوت يمكن يلتقم شخص في الحجم ده؟ وفين التفاصيل العلمية وراء الحيتان بشكل عام؟
الإجابة:
إن الحديث عن قصة سيدنا يونس عليه السلام والاستدلال بها على صفات الحوت الأزرق يتطلب علينا التوجه إلى عالم الأحياء البحرية. إن الحوت الأزرق، وهو أضخم حيوان على كوكب الأرض، يمثل حالة خاصة تقدّم لنا معلومات مثيرة عن التكيفات البيولوجية التي يمتاز بها.
الحوت الأزرق يمكن أن يصل طوله إلى أكثر من 35 مترًا ويزن حوالي 180 طنًا. وتجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من ضخامته، إلا أنه لا يتغذى إلا على الكائنات الدقيقة، تحديدًا البلانكتون، وهي كائنات صغيرة تعيش في مياه البحر. هذه الحيتان لا تمتلك أسنانًا، بل تمتع بأنظمة تصفية متطورة، حيث تحتوي أفواهها على ألواح رأسية تُستخدم لاصطياد البلانكتون.
بالنسبة لآلية التغذية، يستعمل الحوت الأزرق أسلوبًا فريدًا، حيث يأخذ كميات ضخمة من الماء تقدر بمئات الأمتار المكعبة في فمه، ثم يخرج الماء من جوانب فمه مع الحفاظ على البلانكتون الموجود بداخله، مما يضمن عدم تفويت أي طعامٍ قيم.
وفيما يتعلق بموضوع سيدنا يونس، من المهم أن نلاحظ أن الحوت الأزرق، نظرًا لبنيته وتشريح فمه، فإنه غير قادر على ابتلاع كائنات أكبر من البلانكتون. لذا، عند الإشارة إلى "فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ"، فإن المقصود أنه ابتلع سيدنا يونس بقدر ما يمكنه من دون قدرة على بلعه.
من الجدير بالذكر أن الحيتان تخرج إلى السطح لتتنفس الأوكسجين، مما يعني أنها تحتاج إلى الارتفاع إلى السطح بانتظام. هذه العمليات الحيوية تُظهر التناغم بين طبيعة الحيتان ومحيطها، وتعزز فهمنا لأحداث القصة الدينية من منظور علمي.
إذا كانت لديك تساؤلات إضافية حول هذا الموضوع أو أي موضوع آخر، فلا تتردد في طرحها!