مرحبًا دكتور، هل يمكنني استشارتك بشأن موضوع أشعر أنه يؤثر على حياتي اليومية؟ أعتقد أنني أعاني من مشكلة التعلق المفرط بأحد أصدقائي، وهذا الأمر يؤثر على علاقاتي بالسلب. أحيانًا أشعر أنني غير قادر على العيش من دونه. كيف يمكنني التغلّب على هذا الشعور؟ وما النصائح التي يمكن أن تساعدني على العودة إلى نفسي مرة أخرى؟ شكرًا لك!
التعلق المرضي أو التعلق القهري يُعتبر حالة نفسية تتسم بتعلق شخص ما بشخص آخر بشكل مفرط، مما يؤدي إلى اعتماد عاطفي يعرقل حرية الشخص المتعلق. يعتبر هذا التعلق من الأمور التي قد تنجم عن تجارب سابقة أو شعور بالحاجة الشديدة لمشاعر الحب والاهتمام، وعادةً ما يرتبط بتدني تقدير الذات والضغوط النفسية.
أسباب التعلق المرضي:
عند تحليل الأسباب، نجد أن التعلق المرضي قد يكون ناتجًا عن:
- تجارب الطفولة: نقص في حب الأهل أو شعور بعدم الأمان يمكن أن يؤدي إلى حاجة ملحة للارتباط بالآخرين.
- تجارب سلبية سابقة: مثل فقدان شخص مهم أو تجربة علاقة غير صحية.
- شخصية الفرد: بعض الشخصيات أكثر عرضة للتعلق بسبب طابعها العاطفي.
كيفية التعامل مع التعلق المرضي:
- استشارة مختص: من المهم التعامل مع طبيب نفسي أو مرشد سلوكي، حيث سيوجهك نحو استراتيجيات فعّالة للتعامل مع مشاعرك.
- تقييم الذات: ابدأ بالتحدث مع نفسك بصراحة عن مشاعرك وأفكارك وتعزيز ما تحبه في نفسك. اكتب إيجابيات وسلبيات العلاقة لتحديد الجوانب الصحية وغير الصحية فيها.
- فتح قنوات التواصل: إذا كنت في علاقة مشتركة، من الضروري المصارحة مع صديقك بشأن احتياجاتك ومشاعرك.
- اكتشاف الجذور: تأمل في مشاعرك الأصلية، فقد تكتشف أنك تبحث عن الحب والاهتمام من المواقف الماضية.
- تنمية الهوايات: ابحث عن أنشطة تُمكّنك من تعزيز تقدير الذات والطاقة الإيجابية، مثل الرياضة أو الفنون.
- توسيع دائرة معارفك: حاول التعرف على أشخاص جدد يمتلكون اهتمامات مشابهة، مما سيوسع آفاقك ويقلل من شعور التعلق بشخص واحد.
- وضع حدود: تعلم كيفية وضع حدود صحية في العلاقات، واحمِ نفسك من العلاقات التي تتجاهل احتياجاتك.
كن مرنًا، وشارك في الأنشطة التي تحبها، واستمر في بناء علاقات إيجابية. مع الوقت، سيكون من الممكن التخفيف من حدة التعلق والعودة إلى شعور الأمان الداخلي. نتمنى لك حياة مليئة بالسعادة والنجاح.