أنا أواجه تغييرات كبيرة في شخصيتي، وفي الفترة الأخيرة شعرت بعدم تقبل نفسي وعدم حب الذات. لم أعد قادرة على التحدث أمام الآخرين، وكلما حاولت الكلام أعتقد أن الشخص أمامي ينظر إليّ باعتباري شخصية واهية وغير جذابة. كنت شخصًا مختلفًا تمامًا، لكن مواقف معينة في حياتي كسرتني. تخرجت من الجامعة ولم أتمكن من تكوين صداقات، مما جعلني أشعر بالوحدة. وعلى الرغم من أنني أتمتع بمظهر جميل، إلا أنني أجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، وخاصة في المواقف الاجتماعية إذ أشعر بتوتر شديد عندما أشعر بأن الجميع يراقبني.

عشت فترة طويلة في المنزل دون أي تفاعل اجتماعي، وهذا ساعد على تدهور ثقتي بنفسي. لدي رغبة في البحث عن عمل وعلاقات، ولكنني أشعر بعبء كبير على نفسي. لا أستطيع تصور الحياة الأخرى التي كنت أطمح إليها، وأشعر وكأن أحلامي بعيدة المنال. وأسعى بجدية لتغيير نفسي، لكنني في صراع داخلي مستمر. كيف يمكنني التغلب على تلك المشاعر السلبية واستعادة ثقتي بنفسي؟

—

يبدو أن ما تصفينه هو حالة تتطلب استجابة شاملة تتناول العديد من الأبعاد النفسية والاجتماعية لشخصيتك. من المهم أن نفهم أن تلك المشاعر التي تعانينها لا تعكس قيمتك كإنسان، بل هي نتاج للضغوطات والتجارب التي مرت بها.

للخروج من هذه الدائرة المغلقة، يُنصح بالبدء بخطوات بسيطة تعزز من تقديرك لذاتك. يمكنك البدء بكتابة قائمة إيجابياتك، وكم من الأشياء التي تفتخرين بها في نفسك، هذا سيساعدك على إعادة تسليط الضوء على المميزات التي قد تغاضيتي عنها في ظل تلك الظروف.

الأمر الآخر هو تدريبات الثقة بالنفس، مثل ممارسة مهارات التواصل مع الآخرين تدريجيًا. ابدأي بمحادثات بسيطة، مثل التحية أو تبادل الآراء حول موضوعات خفيفة. يمكنك أيضًا اتباع طرق الاسترخاء مثل التنفس العميق، أو اليوغا، لأنها قد تساهم في تقليل مستويات القلق.

أما فيما يتعلق برغبتك في البحث عن العمل والعلاقات، فحديد أهداف صغيرة ومركّزة يمكن أن يُسهل عليك هذا. ابحثي عن فرص للتدريب أو الانخراط في أنشطة جماعية من شأنها أن تساعدك على التعرف على أشخاص جدد وتوسيع شبكة علاقاتك.

إذا شعرت بأن الأمور تزداد تعقيدًا دون أن تتمكني من السيطرة على مشاعرك، فإن الاستشارة النفسية قد تكون خطوة مفيدة. المعالجون النفسيون يمكنهم مساعدتك في معالجة تلك المخاوف وتطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر.

لا تترددي في اتخاذ خطوات الإيجابية، واجعلي هدفك هو تحسين جودة حياتك وشعورك تجاه ذاتك. تذكري، أنك لست وحدك في هذه المعركة، وهناك دائمًا أمل في التغيير والتحسن.