مرحبًا دكتور، أتمنى أنك بخير. عندي تساؤل يتعلق بحالة والدتي، وهي تعاني من مشاكل في الجيوب الأنفية. بدأت تعاني من آلام شديدة وحساسية في الأنف، وفقدان حاسة الشم، وسمعت أن هذه مشكلة تحتاج لعلاج مستمر. سأكون ممنونة لو توضح لي كيفية التعامل مع حالتها وما هي الخيارات المتاحة للعلاج، سواء كانت دوائية أو جرحة. أشكرك جداً على مساعدتك.
التهاب الجيوب الأنفية يعتبر من الحالات المزمنة التي تتطلب إدارة دقيقة وعلاجًا طويل الأمد. عادة ما يظهر الألم في هذه الحالة نتيجة عدم الالتزام بالجرعات العلاجية الموصى بها، بالإضافة إلى التعرض للعديد من المحفزات البيئية مثل الدخان وعوادم السيارات. فقدان حاسة الشم الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية يُعتبر عرضًا شائعًا من أعراض هذه الحالة، ولذا فإن تخفيف الالتهاب يتطلب تناول العلاج المناسب.
بالبداية، يمكن تقسيم العلاج إلى مرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى: العلاج الدوائي
هذه المرحلة تشمل استخدام أدوية تهدف إلى معالجة التهاب الجيوب الأنفية. تتضمن خطة العلاج عادةً:
- المضادات الحيوية: يُوصى باستخدامها في حال وجود عدوى ميكروبية مصاحبة.
- مضادات الاحتقان: للمساعدة في تخفيف انسداد الأنف.
- مسكنات الألم: من أجل السيطرة على الصداع الناجم عن الالتهاب.
- جلسات بخار الماء: تعد وسيلة فعالة لتخفيف الاحتقان وتسهيل التنفس.
إذا لم تُظهر هذه العلاجات فعالية واضحة، فهذا يستدعي الانتقال إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية: العلاج الجراحي
إذا استمرت المشكلة، قد يتطلب الوضع إجراء عملية جراحة المنظار الوظيفي للجيوب الأنفية (FESS). تعتمد هذه الإجراءات على إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا إلى الأنف لفحص أنسجة الأنف وفتح الجيوب الأنفية لتصريف السوائل المحتقنة. يتيح ذلك للطبيب التعرف على أي انسدادات ومعالجتها مباشرة، مما يساهم في تحسين الحالة.
وبالإجمال، يُفضل أن يتولى الطبيب المتابع تقييم الحالة بشكل فردي لتحديد العلاج الأمثل. نأمل أن تجد والدتك الشفاء العاجل بإذن الله.