مرحبًا دكتور، أنا أم لطفل في الثالثة والنصف من عمره، وبتمنى استشارتك بخصوص سلوكه. طفلي نشيط جدًا وعنيف أحيانًا، ولكنه في نفس الوقت يظهر عاطفة كبيرة. المشكلة أنه لا يستطيع الجلوس بهدوء لمدة قليلة، دائم الحركة، كما أنه يحب مشاهدة الرسوم المتحركة بشغف. غالبًا ما يحاول كسر الأشياء الموجودة حوله ليستخدمها في لعبه، رغم أنه يظهر ذكاءً حادًا يتمثل في حفظ الكلمات التي يُستخدمها يوميًا بكل سهولة. ومن المدهش، أنه يستطيع تذكير الكلمات المؤنثة والمذكر بسلاسة، مثل عندما تقول له والدته "أنت جميل"، فيرد عليها "أنتِ الجميلة". هل تعتقد أن هذه التصرفات تشير إلى أي مشكلة صحية، أم أنها طبيعية في سنه؟ شكرًا لاهتمامك.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ما وصفته عن طفلك هو سلوك يمكن أن يظهر في الأطفال في هذه المرحلة العمرية. من الطبيعي أن يكون الأطفال في هذه السن نشطين للغاية، حيث يكتشفون العالم من حولهم عبر الحركة واللعب.

قد يكون هناك عدة عوامل تساهم في ذلك، مثل:

1. الطاقة العالية: الأطفال في هذا العمر يميلون لكونهم نشيطين. يحتاجون إلى فترات طويلة من اللعب والحركة للتعبير عن طاقتهم ونموهم البدني.

2. الفضول والاكتشاف: رغبة الطفل في كسر الأشياء أو استكشافها يمكن أن تعكس فضوله الطبيعي واستكشافه للمحيط. إن هذه التصرفات تدل على أن لديه عقلًا فضوليًا يرغب في فهم كيف تعمل الأشياء.

3. الذكاء والمهارات اللغوية: من المثير للاهتمام أن الطفل يستطيع استيعاب المعلومات بسرعة ووزن الكلمات بطريقة صحيحة، مما يدل على وجود مستوى عالٍ من الذكاء. هذا الأمر يعد أمرًا إيجابيًا وعلامة على تطور طبيعي في الذكاء اللغوي لديه.

4. الأنشطة اليومية: النشاط المفرط قد يكون طبيعية في الأطفال، لكن إذا بدأ في التأثير على حياته اليومية أو استدعى القلق لديك كأم، فقد يكون من المجدي استشارة متخصص في الطب النفسي للأطفال لتقييم سلوكه.

نصيحتي هي الاستمرار في تشجيع الأنشطة الإيجابية وجعل الطفل يضيع طاقته في اللعب الجيد، وإذا كان لديك أي مخاوف إضافية أو ملاحظات محددة على سلوكه، سيكون من الجيد مراجعة طبيب مختص لتقديم الدعم المناسب.