السؤال:

دكتوري العزيز، عندي استفسار بخصوص العلاقات الإنسانية. كنت أفتكر إن وضوح مشاعري مع الناس هو كل ما أحتاجه لتحسين علاقاتي. يعني أنا بعتبر نفسي صريح جداً وكمان بحاول أكون جدع مع الناس، لكن في بعض الأحيان، بلاحظ إن الردود من بعض الأشخاص ما بتكونش كما توقعت. ممكن توضح لي كيف أفهم تصرفات البشر بشكل أفضل، وليه أحياناً بكون مفاجآت في ردود أفعالهم؟ وأحس كمان إن عندي مشاعر مختلطة ناحية بعضهم. شكرًا مقدماً على النصيحة.

الإجابة:

إن العلاقات الإنسانية تُعتبر من أعقد الظواهر التي يمكن أن نواجهها في حياتنا اليومية. فالكثير من الناس يحكمون على تفاعلاتهم بناءً على ظواهر السلوك الحاضر، لكن هناك العديد من العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تؤثر على السلوكيات وردود الأفعال.

أولاً، الوضوح في التعبير عن المشاعر أمر جيد، ولكنه غير كافٍ لبناء علاقات سليمة. يجب أن نأخذ في الاعتبار أن كل شخص لديه خلفيات مختلفة وتجارب شخصية تؤثر على طريقة استجابته. فالعوامل مثل الثقافة، ونمط التربية، والبيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل ردود الأفعال.

ثانيًا، الجدعنة أو الإخلاص ليست أحكامًا تفرض على الآخرين. فالحب والإخلاص يحتاجان إلى مبادلة، وليس مجرد انتظار رد الفعل الإيجابي بناءً على سلوك واحد. من المهم أن نتقبل أن تقدير الآخرين سيكون غالبًا غير متوقع. قد يظهر بعض الأشخاص تقديرهم بطرق لا نتخيلها، بينما قد يتجاهل آخرون ما نقدمه.

وبالنسبة لمشاعرك المختلطة، فهذه حالات طبيعية يمكن أن تحدث. يجب أن تعبر عن مشاعرك بحذر، وأيضًا أن تكون مستعدًا لقبول أن ردود الفعل قد لا تكون كما تتمنى.

ختامًا، من المهم أن نتذكر أن الله يمثل الأمان الحقيقي في هذه الفوضى الاجتماعية. عليه أن نضع ثقتنا ونبحث عن السلام الداخلي بدلاً من الاعتماد فقط على تأكيدات من الآخرين.