إعادة صياغة السؤال:
يا دكتور، أنا كنت حابة أتكلم معاك عن حاجة بتضايقني. ماما الله يرحمها، كانت عندها سر كبير، وهو إن والدي كان متجوز لمدة طويلة من غير ما نعرف، ومراته عندها فقدت منذ فترة طويلة. الموضوع اكتشفته ماما صدفة، وعيشته كأنه فيلم، وكانت مش قادرة تتعامل مع الصدمة. بعد الطلاق، ماما بقت مش واثقة في نفسها وفيه، وكانت دايماً تقول لي إنها خايفة من إنه لسه على اتصال بالست دي، خاصةً إنها كانت مختلفة جداً عنها في كل حاجة. والدي كان يحلف لها إنه الموضوع انتهى، لكنها كانت دائماً تحس إنه في شيء غلط. بمرور الوقت، ماما بقت تعبانة نفسياً، وكل ما نتكلم تفتكر تفاصيل من الماضي وكيف إنه خدعها وهدرتها حياتها. بصراحة، حزنها المستمر خلاني أفكر إن ده أثر عليها جداً. وبالصدفة لقيت موبايل والدي وكنت مصدومة. ممكن تساعدني أفهم أكتر عن حالتها وكيف نقدر نتعامل معاها؟
الإجابة:
إن ما تعاني منه والدتك سابقًا يعد تعبيرًا عن صدمة نفسية كبيرة قد تنجم عن خيانة الزوج أو فقدان الثقة في العلاقة، وهو أمر له تأثيرات كثيرة على الصحة النفسية والجسدية. مشاعر الفقد، الخيانة، وعدم الأمان تؤدي إلى حالة من القلق المستمر والاكتئاب، وقد تساهم في ظهور أعراض جسدية أيضًا مثل الأرق، فقدان الشهية، والشعور بالإرهاق.
من المحتمل أن والدتك كانت تعاني من حالة تسمى "اضطراب ما بعد الصدمة"، وهو اضطراب يمكن أن يظهر بعد تجربة مؤلمة أو صادمة. الأفراد الذين يمرون بمثل هذه الظروف غالبًا ما يواجهون صعوبة في التغلب على ماضيهم، وقد تقودهم إلى التفكير المفرط في الأحداث والتفاصيل المتعلقة بأيامهم الماضية.
قد تكون أول خطوة للتعامل مع هذا الأمر هي محاولة مساعدتها على التحدث عن مشاعرها وفتح نقاش حول تلك التجارب. يمكن أن يكون من المفيد أيضًا استشارة مختص نفسي، حيث إن العلاج النفسي يمكن أن يوفر بيئة آمنة لها للتعبير عن مشاعرها وفهم الأحداث التي مرّت بها. هذا العلاج يمكن أن يساعدها على استعادة ثقتها بنفسها وتخليصها من الآثار النفسية السلبية التي تراكمت بمرور الزمن.
إذا كان بمقدوركم كعائلة توفير الدعم والمساندة، فهذا سيساعدها كثيرًا في مسيرة التعافي. من الأمور التي يمكنكم القيام بها هو تشجيعها على ممارسة الأنشطة التي تمنحها السعادة، مثل الرياضة أو الهوايات التي تفضلها، والتي قد تساهم في تحسين مزاجها وتخفيف مشاعر القلق.
نظرًا لأهمية التواصل العاطفي والدعم النفسي، يمكنك مساعدة والدتك في فهم أن ما مرت به ليس ذنبها، وأن هناك طرقًا لبدء حياة جديدة، رغم الضغوط التي عاشتها.