عزيزتي دكتورة، في حاجة عايزة أقولها لحضرتك. ماما الله يرحمها كانت دايمًا تخاف على سري الصغير، وعرفت من بابا إنه كان متجوز حد تاني لفترة طويلة، وكان مخبّي علينا الموضوع ده. توفت مرات صاحبه من زمان، لكن هي اكتشفت الحقيقة بالصدفة وكانت مصدومة جدًا ووصل الأمر إنها كانت هتموت من الزعل. المشكلة إن بابا طلق الست دي لأنه كان عاوز يحافظ على البيت، بس ماما كانت فقدت ثقتها في نفسها وفيه كمان، وكانت كل فترة تتصل بيّ وتقولي إنها حاسّة إنه لسه عارفها ومش هيسيبها في حالها رغم إنهم مختلفين في الطبقات. وخصوصًا إن الست كانت أكبر منها في السن.
ماما كانت تحس إنه كل ما تيجي تتكلم مع بابا عن الموضوع، هو ينكر ويقسم إنه الموضوع انتهى وإنها بتخيل. وقعدت حوالي ست سنين أو أكتر على الطلاق وهي زي ما هي، متعلقة بالذكريات، وتقول لي كيف إنه ضيع شبابها وإنه كان بخيل علينا وكان شغله هو العذر لكل حاجة.
أنا حسيت دايمًا إن حزنها هو السبب في مرضها. لكن المصيبة الكبيرة حصلت لما لقيت موبايل بابا رن وقرأت الرسالة…
—
فيما يتعلق بحالتك والتجربة التي مرت بها والدتك، من الواضح أنها عانت من صدمة نفسية عميقة أثرت على حياتها بشكل كبير. الأزمات المرتبطة بالخيانة الزوجية والسرية تعكس تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
عند تعرض الأفراد لصدمة، مثل اكتشاف خيانة، يمكن أن يتسبب ذلك في حالات من القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى فقدان الثقة بالنفس. من المهم فهم أن هذه المشاعر طبيعية جدًا، وقد تستمر لفترات زمنية طويلة، كما حدث مع والدتك.
العلاج النفسي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمساعدة الأفراد غير المهيئين للتعامل مع مثل هذه الصدمات. من خلال العلاج، يمكن للأشخاص تعلم كيفية إدارة مشاعرهم واستعادة ثقتهم بأنفسهم، وكذلك كيفية التعامل مع الأفكار السلبية والمشاعر المرتبطة بالمواقف المؤلمة.
كذلك، يجب التأكيد على أهمية الدعم الأسري والمجتمعي. وجود أشخاص يدعمون ويحاورون الأفراد في تلك المواقف يمكن أن يقدم لهم الراحة والشعور بالانتماء.
إذا كنتِ تشعرين بأن والدتك تحتاج إلى مساعدة مهنية، فإن التشجيع على زيارة مختص نفسي قد يكون خطوة مفيدة. الدعم النفسي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في سلوك الشخص وتحسين جودة حياته بشكل عام.
تذكري، إن تماثل والدتك للشفاء يستغرق وقتًا، فالصبر والدعم هما المفتاح.