عزيزتي دكتورة، أود أن أستشيرك في موضوع يخص صديقتي، فالأمر يقلب حياتي رأسًا على عقب. أشعر بقلبي وراحة بالي فقط عندما تكون بجواري، لكنني أعاني من بعض المشاعر المرهقة في علاقتنا. يبدو أنني أبذل جهدًا أكبر من الناحية العاطفية والفكرية في الاهتمام بها، بينما لا تبدي هي نفس القدر من الاهتمام تجاهي. حاولت الإنفصال عنها عدة مرات لكنني أستسلم في كل مرة، وأشعر وكأنني لا أستطيع العيش بدونها. حاولت الانشغال في أنشطة مختلفة لأتجاوز هذه المشاعر، لكنني لم أنجح. عندما لا أتحدث معها لبضعة أيام، أشعر بالملل والضجر، وبمجرد عودتها إلى حياتي، أستعيد السعادة. هذه الحالة تستهلك طاقتي وتجعلني أشعر بالتعب. أتمنى أن تساعديني في معرفة كيفية التعامل مع هذا التعلق الشديد.

التعلق العاطفي، في بعض الأحيان، يمكن أن يصبح عبئًا يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية. إن ما تصفينه يشير إلى نوع من الاعتماد العاطفي، حيث يصبح الشخص الآخر محور حياتك، مما يؤدي لتقلبات عاطفية تؤثر على مزاجك وسعادتك.

من المهم أن نفهم أن العلاقات الصحية تتطلب توازنًا بين المشاعر والاهتمام. إذا كنت تجد نفسك تحاول باستمرار التواصل أو بذل مزيد من الجهد للحفاظ على العلاقة، فهذا يمكن أن يشير إلى عدم توازن.

لفهم هذه المشاعر العميقة، عليك التفكير في الأمور التالية:

1. تقييم العلاقة: هل هناك أوقات تشعر فيها بأنك تُقدِّم أكثر مما تحصل عليه؟ من المفيد التحدث مع صديقتك بصراحة حول مشاعرك، أسلوب التواصل بينها وبينك يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تطور العلاقة.

2. تحديد الحدود: قد تحتاجين لوضع حدود صحية. إن تحديد الوقت الذي تقضينه معًا وأيضًا ألفت نظرها إلى أهمية وجود مساحة لكل منكما يمكّنكما من النمو كأفراد.

3. الانشطة البديلة: حاولت الانشغال بأنشطة مختلفة، وهذا جيد. لكن من الجيد أيضًا ممارسة هوايات جديدة أو الانخراط في علاقات اجتماعية أخرى لتخفيف تأثير صديقتك على حياتك.

4. الاستشارة النفسية: إذا استمرت هذه المشاعر في التأثير على حياتك بشكل سلبي، قد يكون من المفيد التحدث إلى مختص نفسي. يمكنهم مساعدتك على استكشاف هذه المشاعر بشكل أعمق وفهم أسبابها وكيفية التعامل معها بطرق صحية.

في النهاية، تذكري أن التوازن العاطفي هو المفتاح لصحة نفسية جيدة وعلاقات صحية.