السؤال
أخي العزيز، لو أحببت أشاركك تجربة عميقة مررت بها. كنت في زيارة إلى السيدة مريم، ووجدت عندها طعامًا متنوعًا ورائعًا، حتى أنك ترى الفواكه الصيفية في الشتاء! في تلك اللحظة، تساءلت: كيف يمكن أن يحدث هذا؟ ولماذا لا يشعر نبي الله زكريا عليه السلام بالغيرة من نعمة الله؟ بل على العكس، رأيته يُكثر من الدعاء لربه من أجل الذرية الطيبة. كيف يمكن أن تقربنا مثل هذه المواقف من الله وتجعلنا نؤمن بمعجزاته؟
الإجابة
إن ما ورد بشأن سيدنا زكريا عليه السلام والسيدة مريم يُظهر عمق الإيمان والأخلاق النبيلة التي يتمتع بها الأنبياء. عندما دخل زكريا المحراب ووجد طعامًا متنوعًا عند مريم، تجلت أمامه نعم الله العظيمة. الأمر الهام هنا هو كيف تعامل زكريا مع هذه المشاهدات.
بدلاً من أن يصيبه الشعور بالضيق أو الغيرة، تحول شعوره إلى دعاء وإيمان. سعى إلى تحصيل المزيد من النعم، مُدركًا أن الله قادر على كل شيء. فبدأ بالدعاء قائلًا: "ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة، إنك سميع الدعاء." وهي لحظة تعكس اليقين التام بأن الله يملك القدرة على تحقيق المعجزات.
تُعلمنا تلك القصة أهمية الإيمان العميق والثقة في الله، خاصة عندما نرى نعم الآخرين. فبدلاً من الشعور بالحقد أو الغضب، نستطيع استخدام تلك المشاعر كحافز للاقتراب من الله من خلال الدعاء والعبادة. فاليقين بفضل الله ورحمته يمكن أن يفتح لنا أبوابًا جديدة، ويمنحنا الأمل في تحقيق ما نتمناه.
لذا، عند مواجهتك لنعم الله في حياة الآخرين، تذكر أن هذه النعم ليست دليلاً على نقص فيك، بل فرصة لتعزيز إيمانك والدعاء لأنفسك وللآخرين. فالإيجابية في التفكير والتوجه إلى الله بالدعاء يعكس روح الإيمان الحقيقي.