سؤال المريض:

السلام عليكم يا دكتور، حابين أستفسر عن العادة السرية. أنا قرأت شوية معلومات عن آثارها السلبية، بس لقيت آراء متباينة. هل فعلًا العادة السرية ليها أضرار واضحة؟ وهل في بحوث حديثة تتحدث عن الموضوع ده؟

الإجابة:

مساء الخير، إن ممارسة العادة السرية تُعتبر من مواضيع العلاقة بالجنس التي تثير الكثير من الجدل والنقاشات، ولذا من المهم تناولها بشكل واقعي ومبني على الأدلة العلمية.

بدايةً، من المفيد الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة لم تُظهر الكثير من الأدلة القاطعة التي تسند الأضرار الشائعة المرتبطة بالعادة السرية. ومع ذلك، فإن تلك الممارسة قد ترتبط ببعض السلوكيات والتأثيرات النفسية والجسدية التي تستحق النظر.

1. العلاقة بين العادة السرية والمحتوى الإباحي:
الكثير من الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية يعتمدون على الفيديوهات أو الصور الإباحية لتسهيل الوصول للذروة الجنسية. بينما في السابق كان يُنظر إلى هذه الأمر بصورة طبيعية، إلا أن بعض الأبحاث الحديثة مثل دراسة نشرت في مجلة Psychology Today تشير إلى أن إدمان المواد الإباحية قد يقود إلى مشاكل في القدرة على الانتصاب بشكل طبيعي عندما يتعلق الأمر بالعلاقة المباشرة مع الشريك. تُعزى هذه المشكلة إلى توقعات غير واقعية تتشكل من خلال مشاهدة تلك المواد، مما يجعل الوصول للإثارة أثناء العلاقة الحقيقية أمرًا صعبًا.

الجانب الإيجابي في هذه الحالة هو أن الإقلاع عن مشاهدة المواد الإباحية لفترة قد يُعيد الوظائف الجنسية إلى وضعها الطبيعي، رغم أن ذلك قد يرافقه بعض الأعراض مثل التوتر والقلق وفقدان الشغف مؤقتًا.

2. السلوكيات الجسدية أثناء الممارسة:
بعض الأشخاص قد يميلون إلى ممارسة العادة السرية بشكل مفرط، مما قد يؤدي إلى استخدام قوة أكثر من اللازم حينما يتعلق الأمر بتحفيز الأعضاء التناسلية. هذا السلوك قد يُسبب التهابات، خدوش، أو حتى تورم. كما هنالك حالات عند النساء قد تؤدي استخدام أدوات أو أجسام صلبة إلى إصابات في المنطقة.

3. التأثيرات النفسية والاضطرابات المتوقعة:
من المهم أيضًا أن نفهم أن العادة السرية تعتبر ممارسة فردية تختلف تمامًا عن العلاقة الجنسية الطبيعية. التعود على الاستمناء بكثرة قد يؤدي إلى عدم قدرة الشخص على إجراء علاقة طبيعية بشكل مريح. مثلًا، الشخص الذي يجري استمناء بشكل متكرر قد يعاني من توتر شديد خلال العلاقة الزوجية، مما يؤثر سلبًا على الأداء.

كذلك، يُمكن أن يؤدي الاعتياد على إنهاء العملية سريعًا خلال الاستمناء إلى تحويل مسارات الاستثارة الجنسية، مما قد يُساهم في حالات مثل سرعة القذف مع مرور الوقت.

الخلاصة:
بناءً على ما سبق، يتضح أن العادة السرية بحد ذاتها ليست ضررًا مباشرًا، لكن السلوكيات المحيطة بها، مثل الاعتماد على المواد الإباحية والإفراط في الممارسة، قد تؤدي إلى مشكلات معينة. إذا كنت تشعر بالقلق أو تواجه مشاكل، من الجيد استشارة طبيب مختص لتقديم النصح المناسب بناءً على حالتك الشخصية.