السؤال:
السلام عليكم يا دكتور، كيف حالك؟ أنا طالب في السنة الرابعة، وأبلغ من العمر 23 سنة. أواجه مشكلة كبيرة في نقص الثقة بالنفس، إلى درجة أني أصبحت أعزل نفسي عن الناس. عندما أكون في الشارع، أشعر أن الجميع ينظر إلي بكره، وأصبح تجاهلي للطريقة التي أتصرف بها يتسبب لي في الإحراج. أشعر بتحسن فقط عندما أكون مع أصدقائي المقربين. المشكلة أصبحت تؤثر على حياتي الجامعية حيث أبتعد عن الأنشطة الاجتماعية والنقاشات، وأعاني من التلعثم في الكلام وصوتي يتغير عند الحديث مع الآخرين. أشعر أن الجميع أفضل مني، وهذا الضغط يجعلني أتحسّس من نظراتهم، حتى أنني أدركت أن الأمر بدأ يؤثر على علاقتي بعائلتي. لا يمكنني وصف شدة القلق والتوتر الذي أعيشه يوميًا، وكأنني محاط بأربعة شياطين. أحتاج بشدة إلى نصيحة أو علاج يخلصني من هذه الحالة. شكرًا جزيلاً لك.
الإجابة:
وعليكم السلام. أقدر لك صراحتك ومشاركتك مشاعرك. هذه الحالة التي تصفها تعد واحدة من مشكلات الصحة النفسية التي تستدعي الانتباه. من المهم أن نتفهم أن نقص الثقة بالنفس، وخاصة تلك التي تؤدي إلى القلق الاجتماعي، هي حالات شائعة وليست فريدة. يمكن أن تكون نتائجها مؤلمة.
تعاني من قلق اجتماعي، حيث تشعر بعدم الارتياح عندما تكون في المواقف الاجتماعية، وهذا قد يؤدي إلى تجنب تلك المواقف بالكامل. أنصحك بعدة خطوات يمكن أن تساعدك في إدارة هذه الحالة:
-
استشارة مختص نفسي: سيكون من الجيد أن تتحدث مع طبيب نفسي أو معالج نفسي لديه الخبرة في القلق الاجتماعي. يمكن للمقابلات النفسية أن تساعدك في فهم مشاعرك بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات التأقلم.
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): هو نوع من العلاج النفسي الذي يُعد فعالاً جداً للأشخاص الذين يعانون من قلق اجتماعي. يساعدك على تغيير الأنماط الفكرية السلبية وإعادة بناء ثقتك بنفسك.
-
التدريب على مهارات التعامل: يمكن أن يساعدك الانخراط في ورش عمل أو مجموعات دعم على تحسين مهاراتك الاجتماعية وزيادة ثقتك بنفسك تدريجياً.
-
تقنيات الاسترخاء: مثل تمارين التنفس العميق، واليوغا، أو التأمل، والتي يمكن أن تقلل من مستويات القلق وتساعدك على الشعور بالهدوء.
-
ممارسة التعرض التدريجي: ابدأ بمواجهة المخاوف الصغيرة التي تشعر بها، مثل التحدث مع زميل دراسي في الجامعة، ومن ثم انتقل تدريجياً إلى المواقف الأكثر تحدياً.
- الأدوية: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيبان بمضادات الاكتئاب أو مضادات القلق، ولكن هذا سيكون بعد تقييم شامل لحالتك.
اعلم أن القبول والتشجيع من أسرتك وأصدقائك سيساعدك في التغلب على هذه المشاعر. لا تتردد في طلب المساعدة، فالأشياء يمكن أن تتحسن حقًا مع الوقت والجهد المناسب. إذا كنت بحاجة إلى أي دعم إضافي، فلا تتردد في التواصل مع جهات الدعم المتاحة في مجتمعك.