السؤال:
السلام عليكم دكتور، أتمنى أن تكون بخير. عندي استفسار أود طرحه عليك. منذ حوالي شهرين، تعرضت لنوبة دوخة شديدة وشعور بالإغماء أثناء صلاة الجمعة، بالإضافة إلى نبضات قلب سريعة وقوية. منذ تلك اللحظة، ظهرت لدي مجموعة من الأعراض التي لم تفارقني حتى الآن:
- دوار مستمر أغلب الوقت.
- رعشات في يدي.
- شعور بالإرهاق عند أقل مجهود.
- جفاف في الفم.
- انعدام الرغبة في القيام بأي شيء.
- عدم الاستمتاع بما حولي.
- أرق واضطرابات في النوم.
- حرقة في العينين.
- شعور بالتنميل والحرقان في يدي.
- نبضات قلب متسارعة.
- شعور بالقلق والخوف دون سبب واضح.
- ضيق في التنفس وخاصة في منطقة الصدر.
- فقدان في الوزن.
- عدم التركيز.
- شحوب في الوجه.
- شعور بعدم التوازن.
- انفعال وعصبية واضحة.
لقد زرت العديد من المستشفيات، والحمد لله، جميع الفحوصات جاءت سليمة. أخبرتني العيادة النفسية أن هذه الأعراض ذات طابع نفسي، وأنها مرتبطة بنوبات من الهلع والتوتر. والآن، أريد أن أفهم أكثر عن حالتي، لأنني بدأت أتجنب صلاة الجماعة، وخاصة الجمعة، وكذلك الذهاب للعمل والتجمعات العائلية، وأشعر بالخوف حتى عند سماع خبر وفاة أحد.
أصغر هذه النوبات حدثت لي عندما كنت في الحادية عشر من عمري، أثناء صلاة الجمعة، وتجنبت الصلاة لفترة طويلة حتى اختفت الأعراض. حالياً أتناول دواء يسمى Mirtazapine بجرعة 15 ملغ منذ حوالي شهر. فهل لديك نصيحة أو حل لمساعدتي في تجاوز هذه الحالة؟
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. شكراً لتواصلك، وأفهم تمامًا مشاعرك وما تمر به من صعوبات. يبدو أنك تواجه مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية نتيجة نوبات الهلع والتوتر، والتي كانت لها تأثير ملموس على حياتك اليومية.
الأعراض التي تذكرها، مثل الدوار، الخوف، تسارع نبضات القلب، والتنميل، هي في الغالب مرتبطة بشدة القلق، وكثيرًا ما تحدث في سياق نوبات الهلع. من المهم أن نفهم أن هذه الحالات ليست مجرد ممارسات نفسية، بل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.
النقاط الرئيسية لفهم حالتك:
-
الأعراض النفسية والجسدية: القلق قد يؤدي إلى ردود فعل جسدية مثل تسارع ضربات القلب والتنميل. ربط العقل للجسد في هذه الحالات أمرٌ كبير، وما تعيشه هو نتيجة لتلك العلاقة.
-
الدواء (Mirtazapine): يعالج الاكتئاب والقلق، ويمكن أن يكون مفيدًا في تقليل الأعراض. لكن يجب أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي، ويجب مناقشة أي أدوية جديدة أو تغيير الجرعات مع طبيبك.
-
العلاج النفسي: قد يفيدك العلاج السلوكي المعرفي لتساعدك على التعامل مع الأفكار السلبية وتطوير مهارات التكيف. أيضًا، وضع استراتيجيات للتدريب على التنفس قد يساعد في السيطرة على الأعراض.
-
تجنب المحفزات: من المفهم أن تجنبك لصلاة الجماعة أمر مُعقد، ولكنه سبيل لحماية نفسك في البداية. لكن من المهم بناء الثقة تدريجياً، كثير من الأشخاص يتمكنون من التغلب على هذه المخاوف.
- نمط الحياة الصحي: ممارسة الرياضة، تناول غذاء متوازن، والاسترخاء يمكن أن يحسن كثير من الأعراض. كما أن قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء قد يكون منعشًا نفسيًا.
كلمات أخيرة:
نقطة التوازن هي الأساس، وتعديل نمط الحياة خلال هذه الفترة يمكن أن يساعد كثيرًا. احرص على الاستمرار في التواصل مع طبيبك المعالج وطرح أي أشياء جديدة تطرأ عليك. كل التوفيق لك ورجاءً لا تتردد في طلب المساعدة عند الحاجة.