مرحبًا دكتور، أنا محتار جدًا بسبب مشكلة الأرق اللي بتضايقني بقالها فترة. مش قادر أنام بشكل مريح ودايمًا بشعر بالتعب والقلق. ممكن لو سمحت تقولي أسباب الأرق بشكل عام والأعراض المرتبطة بيه؟ أنا قلقان من إنه ممكن يكون عندي مشاكل نفسية أو عضوية.
تتميز ظاهرة الأرق بتعدد أبعادها وأسبابها، حيث يمكن تصنيف أسباب الأرق إلى ثلاث فئات رئيسية: الأسباب النفسية، الأسباب العضوية، وأسباب سلوكية وبيئية.
أولًا: الأسباب النفسية: تشير الأبحاث إلى أن ما يقارب 40% من الأفراد الذين يعانون من الأرق يعانون أيضًا من اضطرابات نفسية. وقد تشمل هذه الاضطرابات الاكتئاب، القلق، والضغوط المصاحبة للعلاقات العائلية أو الوظيفية. تجدر الإشارة إلى أن الأرق الناتج عن عوامل نفسية قد لا يدركه الشخص بنفسه، حيث يرتبط بخوف من التصنيف كمريض نفسي. لذلك من المهم استكشاف هذه الجوانب النفسية، إذ قد يعاني المصابون بالاكتئاب من الاستيقاظ المبكر، بينما يجد المصابون بالقلق صعوبة في بدء النوم.
ثانيًا: الأسباب العضوية: تتنوع الأسباب العضوية التي تؤدي إلى الأرق، وتتطلب أحيانًا إجراء دراسات للنوم. تشمل هذه الأسباب الاضطرابات التنفسية مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم، بالإضافة إلى ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء، وما يعرف بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة، حيث يشعر المريض بعدم الراحة أثناء النوم. كذلك، تؤدي بعض الآلام وأمراض مزمنة مثل مرض باركنسون أو اضطرابات الغدة الدرقية إلى صعوبة النوم.
ثالثًا: الأسباب السلوكية: ترتبط بعض مظاهر الأرق بعدم الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ، كما يمكن أن يتسبب الإفراط في المنبهات مثل القهوة والشاي والتدخين في تفاقم المشكلة. يُعرف الأرق المكتسب بالأرق السيكوفيزيولوجي، وهو حالة تنشأ بفعل الضغوط النفسية أو العادات الغير صحيحة المتعلقة بالنوم. عادةً ما يعتمد الممارسون أساليب مثل ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على مواعيد نوم منتظمة لتعزيز جودة النوم.
من المهم للغاية مراجعة الطب المتخصص عند اشتباه مرضى الأرق بوجود أسباب نفسية أو عضوية، حيث قد تُعتبر العلامات الأولية لمشاكل صحية أخرى. نصيحتنا هي للتركيز على عادات النوم السليمة والتقليل من الضغوط النفسية، بالإضافة إلى التفكير في نمط حياتك بشكل عام. تمنياتنا لك بالشفاء العاجل.