السؤال:

أهلاً دكتور، أنا بتساءل عن موضوع التعلق المرضي، لأني أشعر أن علاقتي مع صديقي بتأخذ منحى مشوّش. في كتير من الأحيان بحسّ إني معتمدة عليه بشكل أكبر من اللازم، ودا بيأثر على مزاجي وحالتي النفسية. عايزة منك توضيح أكتر عن إيه هو التعلق المرضي ده، وإزاي أقدر أتعامل مع الوضع دا؟

الإجابة:

بدايةً، التعلق المرضي أو كما يُعرف بالمصطلح النفسي "codependency" هو نمط سلوكي عاطفي يظهر عندما يصبح الفرد مُعتمدًا بشكل مفرط على الآخرين لتلبية احتياجاته العاطفية أو النفسية. هذه الحالة تجعل الروابط الشخصية خاضعة لمستويات غير صحية من الاعتماد، حيث يترتب عليها عدم توازن في العلاقة.

غالبًا، تأتي هذه المشاعر نتيجة لتجارب سابقة مثل عدم الحصول على الدعم الكافي من الأهل أو الأهلية العاطفية في مرحلة الطفولة. وعند استخدام هذا النمط في العلاقات، غالبًا ما يشعر الشخص بفقدان الهوية، ويؤدي ذلك إلى الضغوط النفسية والإحباط.

نصائح للتعامل مع التعلق المرضي:

1. استشارة مختص نفسي: من المهم الحصول على الدعم من طبيب نفسي يساعدك في فهم وتحليل مشاعرك وأفكارك.

2. التعبير عن المشاعر: تحدثي مع نفسك بصدق عن مشاعرك. ما الإيجابيات والسلبيات في علاقتك مع الطرف الآخر؟

3. المصارحة: حاولي أن تكوني صريحة مع صديقك حول احتياجاتك، حيث أن الحوار المفتوح يمكن أن يساهم في تخفيف الضغط.

4. تحديد السبب الجذري: فكري في الأسباب التي جعلتك تشعري بحاجة ماسة لهذا التعلق. هل هي مشاعر افتقاد للحب من العائلة، وما الذي يمكن أن تفعليه حيال ذلك؟

5. تقدير الذات: احرصي على ممارسة أنشطة تعزز من شعورك بالراحة والرضا عن الذات، مثل ممارسة الرياضة أو الانخراط في هوايات تحبينها.

6. توسيع دائرة العلاقات: حاولي التعرف على أصدقاء جدد يشاركونك نفس اهتماماتك.

7. وضع حدود: من الضروري أن تحددي حدودك الشخصية، وألا تسمحي لأي شخص بتجاوزها أو الإضرار بمشاعرك.

8. تطوير المرونة: كوني مرنة مع الآخرين وحافظي على روح الدعابة في التواصل، فهذا يمكن أن يخفف الضغط النفسي.

ختامًا، التعلق المرضي ليس سمة شخصية دائمة، بل يمكن التغلب عليه عبر وعي الذات والتواصل الفعّال. نتمنى لك الراحة والسلام الداخلي، وحياة مليئة بالسعادة.