سؤال المريض:
السلام عليكم يا دكتور، عندي استفسار شاغل بالي، وهو إنني مش قادر أحس بوجودي في الكون بشكل طبيعي. يعني، دايمًا بفكر إن الكون ليس صدفة أو شيء عشوائي، ولا بد أن له خالق. لكن في بعض الأحيان، حتى لو اقتنعت بهذا من الناحية العقلية والعلمية، أعود لنقطة الصفر وكأني مش فاهم حاجة. ليه بتظهر لي الشكوك دايمًا؟ بل إنني لجأت إن أكتب براهين وجود الله على ورقة عشان لما أرجع لنفس الحالة أقرأها. بحس إن عندي مشكلة في الإدراك والوعي. أخاف من الموت، ولما بفكر فيه، مش مصدق أنه هيحصل. وحتى في مواقف خطر، أكون عميق في التفكير لكن بعد فترة أرجع لنفس الشكوك. فهل هذا طبيعي؟ وشكرًا لحضرتك.
الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم،
إن الإحساس بعدم الوجود أو الوعي هو أمر قد يواجهه الكثير من الناس في مراحل معينة من حياتهم، وقد يعود إلى عوامل نفسية متنوعة مثل القلق، الاكتئاب، أو مجرد تساؤلات وجودية طبيعية. من الجدير بالذكر أن التفكير في الكون وما وراءه هو جزء من طبيعة الإنسان. لكن، إذا كان هذا الشك يُسبب لك قلقًا أو تأثيرًا سلبيًا على حياتك اليومية، فمن المهم البحث عن طريقة لفهم هذه المشاعر والتعامل معها.
في الذي يتعلق بالشعور بفقدان الوجود، قد تكون تلك تجارب مؤلمة، خاصة عندما يتعلق الأمر بفقدان عزيز أو الإحساس بالنهاية. إن حالة التأمل التي تمر بها بحثًا عن معنى أو جواب قد تكون محورية، ولكن من الضروري أيضاً البحث عن دعم نفسي أو حتى ديني إذا لزم الأمر.
تجربة الشك في وجود الله أو معنى الحياة هي مرحلة قد يمر بها الكثيرون، وتُعتبر جزءا من رحلة الإيمان. يُنصح بالتواصل مع مختص نفسي أو خبير في العلوم الروحية لتحليل هذه الأفكار بشكل أعمق، إذ يمكن أن تقدم لك استراتيجيات فعالة للتعامل مع أفكارك.
من المهم أيضًا أن تتذكر أن الإيمان والوعي ليسا شيئًا ثابتًا، بل يتطوران مع الوقت والتجربة. الحياة مليئة بالتحديات، ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان في بعض الأحيان بالضياع، ولكن عند التعرف على هذه المشاعر والإفصاح عنها، يمكن أن تكون البداية لطريق الشفاء.
إذا كنت تشعر بهذه المشاعر بشكل متكرر، فكر في اتخاذ خطوة للتحدث مع معالج نفسي أو مستشار ديني يساعدك في فهم أفكارك ومشاعرك بشكل أفضل. تذكر أن طلب المساعدة هو علامة قوية على القوة والرغبة في تحسين حالتك.