السؤال:

دكتور، عندي مشكلة كبيرة ومحتاجة مشورتك. والدي توفى من ثلاث أيام وزوجي مش بس مجاش العزاء، لكن كمان ما سألش عليَّ ولا كلمنا. قبل وفاة والدي كان في مشاكل بينا بسبب شوية مشادات، ومن ساعتها وهو مقاطعني. كل الناس بييسألوا عليه وأنا متألمة جدا لأنه ماوقفش جنبي في أصعب اللحظات. دلوقتي، محتارة، هل أرجع لمنزل والدي ولا أرجع بيتي؟ وعايزة أعرف رأيكم، أو لو في حد مر بظروف مشابهة. عندي بنت وولد، ومحتاجة نصيحتك.

الإجابة:

أولًا، أود أن أعبر عن خالص التعازي في وفاة والدك. إن فقدان شخص عزيز يمثل تحديًا كبيرًا على كافة الأصعدة النفسية والاجتماعية. من الطبيعي أن تشعري بالقلق حيال موقف زوجك من تلك الظروف، وكذلك تأثير ذلك على أطفالك.

عند النظر إلى الوضع الحالي، فإن العودة لمنزل والدك قد تعطيك بعض الدعم الأسري في هذه الفترة العصيبة. كوني محاطة بالعائلة قد يساعدك في تخفيف الألم ويمكّنك من مشاركة الأفكار والمشاعر مع المقربين إليك.

أما بالنسبة لموقف زوجك، فعليك أن تأخذي بعين الاعتبار مدى أهمية النقاش في مثل هذه العلاقات. التواصل هو الأساس في أي علاقة ناجحة، وغياب التواصل قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل. قد تحتاجين إلى التفكير في كيفية معالجة هذه المشكلات السابقة بطريقة تساعد على تحسين العلاقة بينكما، خاصةً في فترات الأزمات.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتأكدي من أن اتخاذ القرار الملائم لك ولأولادك يأتي في المقام الأول. إذا كان العودة لمنزل والدك قد تؤثر إيجابًا على سعادتك واستقرار أطفالك، فقد تكون تلك هي الخيار الصحيح في الوقت الحالي. أما إذا كان تفكيرك في استعادة علاقتك بزوجك ساهم في وضع حلول للمشاكل بينكما، فيمكنك التفكير في العودة إلى منزلك مع وضع خطة للتحدث مع زوجك وعرض مشاعرك ومخاوفك.

ختامًا، إن المشهد العاطفي في حياتك قد يحتاج لوقت وتفكير عميق، فلا تتعجلي في اتخاذ قرارات حاسمة حتى تتأكدي من أن ما تختارينه سينعكس بالإيجاب عليك وعلى أحبائك.