السؤال:
السلام عليكم دكتور، عندي استفسار شاغل تفكيري وقلبي. منذ حوالي 26 يوم، كنت نائمة واستيقظت فجأة أثناء نومي وأنا في العمل، وكأنني كنت أستعد للخروج. بعدها شعرت بتسارع في نبضات قلبي، وتنميل في جسدي، وحرارة مرتفعة. بعد هذه الحادثة، زرت أكثر من دكتور مختص في الباطنة، وكلهم أكدوا أن حالتي جيدة ولا يوجد ما يدعو للقلق. لكن مع ذلك، بدأ يظهر داخلي وسواس أنني سأغادر الحياة قريبًا، وأجد صعوبة في النوم وأبكي كل ليلة. أشعر بشيء عالق في حنجرتي منذ تلك اللحظة، وتضايقني أفكار الموت. لقد عاصرت وفيات في عائلتي، ورأيت جدتي رحمها الله وهي تصلي. هل هذا يعني أنني أعاني من مرض نفسي، أم أن هذه علامات تشير إلى قرب وفاتي؟
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أقدر قلقك الشديد وكل ما تمرين به من مشاعر حزن وقلق. قد تعكس الأعراض التي ذكرتها ردود فعل طبيعية تجاه حالة مفاجئة قد تكون مرتبطة بالتوتر أو القلق النفسي، لا سيما في ظل تجارب سابقة مؤلمة.
التسارع في ضربات القلب والتنميل والشعور بالحرارة قد تكون نتيجة لنوبات هلع، وهي حالة شائعة تتزامن مع مشاعر القلق الشديدة. فالجسم رد على موقف مقلق بطريقة فسيولوجية يمكن أن تثير هذه المشاعر. ردود الفعل هذه ليست دليلاً على مرض جسدي، بل قد تكون إشارة إلى حاجة نفسية للعناية والدعم.
من المهم أن تستفيدي من الدعم النفسي خلال هذه الفترة. يُفضل أن تتحدثي مع مختص نفسي يمكنه تقديم العناية المناسبة لفهم أسباب هذا القلق والتعامل معه بطريقة بناءة. بجانب ذلك، من المفيد ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا أو التأمل. هذه الاستراتيجيات يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين جودة النوم.
أما بالنسبة لفكرة الموت، فهي قد تأتي كجزء من الخوف الطبيعي المرتبط بفقدان الأحباء أو الحوادث المفاجئة. اعتدادك بالحديث عن مثل هذه الأفكار مع الأطباء أو الأصدقاء المقربين يمكن أن يخفف من وطأتها. لا تترددي في طلب المساعدة إذا شعرت بأن مشاعرك صعبة أو مؤلمة، فهذا يُظهر قوة واستعداد للتعافي.