سؤال المريض:
يا دكتور، عايز أسألك عن موضوع مهم، بخصوص صيام يوم عرفة. فيه ناس بيقولوا إن الصيام ممكن يغفرلهم أي ذنب عملوه، زي الكذب أو شهادة الزور أو ظلم الناس. هل ده صحيح؟ وأنا مش مقتنع بكلامهم، بس حابب أسمع رأيك في الموضوع ده. يعني، لو الواحد ظلم حد أو كذب عليه، هل مجرد إنه يصوم هيغفر له كل ده؟ وشوفت ناس كتير أخلاقهم مش كويسة ومع ذلك يعتقدوا إن عبادة معينة كفيلة بغفران ذنوبهم، إزاي نقدر نفهم الموضوع بشكل أفضل؟
الإجابة:
إن الصيام، بما في ذلك صيام يوم عرفة، يمثل عبادة عظيمة في الإسلام ووسيلة للتقرب إلى الله، ولكن يجب أن نفهم أن الصيام ليس وسيلة لتبرير الأفعال غير الأخلاقية مثل الكذب أو ظلم الآخرين. في الدين الإسلامي، يُعتبر ظلم العباد من الكبائر، ولا يُغفر إلا بتوبة حقيقية من الظالم ومُسامحة من المظلوم.
الآية الكريمة التي تشير إلى مغفرة الذنوب تتعلق بإن الله يغفر الذنوب جميعاً، ولكن يتحتم على الشخص الذي تعرض للظلم أن يسامح الظالم. هذا يعني أن التوبة الحقيقية تتطلب الاعتراف بالخطأ والعمل على تصحيح السلوك، بالإضافة إلى طلب العفو من الأشخاص الذين تضرروا.
من المهم أن ندرك أن هناك مجموعة من السلوكيات الأخلاقية التي يجب أن نتحلى بها، وأن العبادة لا تعفي الشخص من مسؤولياته الإنسانية. كلما حرص المرء على تحقيق العدالة والمبادئ الإنسانية، كلما زادت فرصه في نيل المغفرة.
لذا، الصيام يجب أن يكون مصحوبًا بتغييرات إيجابية في النفس والسلوك، وليس فقط طقساً روحياً بالمعنى التقليدي. الدعوة للتأمل في أفعالك والنية الصادقة للتغيير هي المفتاح للحياة الروحية السليمة.